«أشيـاء بسيطة».. قصة قصيرة للكاتب محمد محمود غدية

صورة موضوعية
صورة موضوعية

ما هذه القدرة على العلو والسمو، وذلك الاستعراض الرائع لتلك الطيور السابحة في الفضاء، لوحة من جمال نادر ورائع حين هبطت الشمس وهدأت حمأتها وأعطت لونا أرجوانياً جميلاً من خلال ندف السحاب.

 

جلس يتأمل صفحة المياه، وهذا النخيل الفارع الطول بجريده الأخضر هنا وهناك، يتماوج في وقار لا تقدر الأعاصير والأمواج على اقتلاعه، سيمفونية من الموسيقات الرائعة، تعزفها الأمواج التي تداعبه ببعض رذاذها الذي لم ينفضه، مستسلماً لسلطان النوم الطاغي، دقائق يختلسها الجسم غفوة تتأرجح بين الاستغراق في النوم، وحدود هامش الوعي.

 

هبط الظلام، فتجلت روعة وجمال النجوم التي تزين السماء، استيقظ على تقلص معدته بعد أن عاودته الآلام، لابد من الذهاب إلى طبيب الجهاز الهضمي لإسكات الألم، بعد إطلاع الطبيب على أشعة الجهاز الهضمي ونتائج التحاليل، دهش لأنه لم يجد أية أعطاب عضوية...!!

سأله الطبيب: عن أطعمة التيك أوي الغنية بالمشهيات والتوابل الحارقة؟!

- فأجابه: بأنه متزوج ويحب جداً طعام زوجته الشهي، التي فهمت أن أقصر الطرق لقلب الزوج معدته، لكن ما أن يفرغ من طعامه الشهي تشتد عليه آلام المعدة.

- قال الطبيب: أن جهازه الهضمي جيد، وما ينتابه من آلام سببه نفسي لا عضوي، ولابد من استشارة طبيب نفسي.

بعد عدة أسئلة من الطبيب النفسي، طلب منه ضرورة اصطحاب الزوجة في الزيارة المقبلة.

سأل الطبيب الزوجة: هل هناك دردشة وكلام أثناء تناول الطعام ...؟

أجابت الزوجة: نعم.. الدردشة حول مشكلات الأسرة واحتياجات المنزل من مصروفات وعن الأولاد ومتاعبهم، ثم نعرج على مشكلات الأهل ...!!

طلب الطبيب من الزوجة التوقف عن الكلام أثناء تناول الطعام.

واستجابت الزوجة لطلب الطبيب، بعدها لم تعد هناك آلام بالمعدة، بين دهشة الزوجة، التي اعتذرت لزوجها، أنها بثرثرتها، تسببت في آلامه، وكيف أن العلاج لم يكن في العقاقير وإنما في أشياء بسيطة.